خادم الحرمين الشريفين في لقاء سابق مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.
خادم الحرمين الشريفين في لقاء سابق مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
تتحرك بوصلة الدبلوماسية السعودية في كل اتجاه متطلعة على الدوام إلى إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المحيط الإسلامي والعربي، إذ تضع في اعتبارها مصالح الدول الإسلامية وضرورة حل القضايا عبر الحوار والحيلولة دون اتساع دائرة الأزمات في المنطقة ورأب الصدع وتعزيز التضامن الإسلامي.. وأفغانستان تعتبر من الدول التي حظيت على الدوام باهتمام بالغ من السعودية التي حرصت على أن ينعم الشعب الأفغاني بالأمن والاستقرار وإنهاء الحرب الأهلية وحل القضايا عبر الحوار وعدم استخدام القوة ودعم الشرعية.. ولقد قوبلت تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باهتمام بالغ، ليس فقط في الأوساط والتيارات الأفغانية وإنما في المحيط الإسلامي والعربي أيضا، إذ تصدر بيان الديوان الملكي معظم الصحف التي ركزت على الاهتمام الذي أبداه الملك سلمان حول الهدنة التي تم التوصل إليها بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان خلال أيام عيد الفطر المبارك..

وعندما يرحب خادم الحرمين الشريفين بالهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان ويصف هذه المباركة بالخطوة المباركة لها، ويأمل أن يتم تجديدها والبناء عليها لفترة أطول ليتسنى لجميع الأطراف العمل على تحقيق السلام للشعب الأفغاني فإنه يرسل رسالة لجميع الأطياف والتيارات والشعب الأفغاني أن المملكة كانت ولاتزال حريصة على حقن دماء الشعب الأفغاني وأن ينعم هذا الشعب بالأمن والأمان والاستقرار، خصوصا أن الشعب الأفغاني الشقيق الذي عانى كثيراً من ويلات الحروب يتطلع مثله مثل كافة شعوب العالم الإسلامي، إلى العيش بسلام وأمن، فضلا عن طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة قائمة على التسامح والتصالح ونبذ العنف والمحافظة على حياة الأبرياء استناداً إلى التعاليم الإسلامية العظيمة التي تدعو إلى نبذ الفرقة، والتعاون على البر والتقوى والعفو والإصلاح بين الأخوة. وليس هناك شك أن موقف خادم الحرمين الشريفين هو استمرار للموقف السعودي بتأييد عملية المصالحة بين الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان بما يعزز الأمن والاستقرار لأفغانستان وشعبها.


خصوصا أن السعودية دعمت ووقفت مع أفغانستان خلال محنتها في العقود، وجاء موقف خادم الحرمين الشريفين حيال الهدنة كموقف جديد من المملكة سعياً لمصلحة الشعب الأفغاني، لأن المملكة كانت ولاتزال تدعم الشعب الأفغاني، لوحدته وتكاتفه، وحقن الدماء كما تقف على مسافة واحدة بين جميع المكونات السياسية الأفغانية، وهدفها دائما دعم الشرعية في أفغانستان وتحقيق الوئام والمصالحة بين كافة الفصائل.

هكذا هي المملكة تتحرك في كل اتجاه لإحلال السلام والأمن.

والمطلوب من التيارات ومكونات المجتمع الأفغاني كافة بالتفاعل مع هذه الدعوة الصادقة والمخلصة من قيادة المملكة، والعمل على توحيد الصف، وإزالة كل أسباب الفرقة، وتطويق كل أسباب العنف من أجل إحلال السلام والوئام في أفغانستان. وتؤكد المملكة دورها في ريادة العالم الإسلامي بالحسم أمام القضايا الشائكة والتي تمس الأشقاء وتؤجج الفتن، وبالإنسانية في القضايا التي تسعى الرياض إلى حلها للنهوض بأشقائها من أزماتهم مثل أفغانستان والعديد من الدول الأخرى التي وقفت المملكة سداً منيعاً كي لا تسقط أمام المؤامرات والفتن.